وكان “مهرجان رام الله للرقص المعاصر”، قد أعلن عن نيته عقد سلسلة حلقات نقاش دوريّة، مؤكداً أن الحلقة الأولى ستتناول ” الرقص كمقاومة”، وذلك ضمن أنشطة مؤتمر “الرقص والمجتمع”.
ولم تمضِ لحظات على انتشار الدعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، إلا وانهالت التعليقات الساخطة والساخرة في آن على القائمين على هذا المهرجان، معتبرين أنه من المعيب أن تنظم هكذا مهرجانات او فعاليات، والشباب الفلسطيني يدافع عن حُرمة المسجد الاقصى والاعراض التي يتنهكها جيش الاحتلال الاسرئيلي، ويدفعون ثمنَ ذلك أرواحهم.
تابعنا ورصدنا ردود أفعال النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعيّ، وجئنا لكم بأبرزها:
فقد اعتبر الناشط (Abood Siam) أنه “بينما كانت سلطة الضفه تمشي في نفق المفاوضات كانت سلطة غزه تحفر انفاقها الخاصه لقتال العدو، وبينما كانت سلطة الضفة تنظم عروض الأزياء المهرجانات الهابطه كانت سلطه غزه مشغولة بتصميم بدلات مقاوميها العسكرين، بينما كانت سلطة الضفه منهمكة بأطول سدر كنافه كانت سلطة غزه مشغولة باطاله مدى صواريخها، بيننا كانت سلطه الضفة تتوسل الاحتلال لادخال كلاشناتها المسالمة كانت سلطه غزه تصنع سلاحها بنفسها لمقارعه العدو، بينما كانت سلطه الضفه تطرب على أصوات مطربيها في ساحات المهرجانات كانت سلطة غزة تطرب على أصوات مقاتليها في ساحات التدريب”.
وتابع: “بينما كانت سلطة الضفه تسلم جنود الاحتلال الداخلين الى أراضيها كانت سلطة غزة تخطط في كيفيه اسرهم، بينما كانت سلطة الضفه تبحث عن شهادة حسن سلوك من اعداءها كانت سلطه غزة تبحث في الكيفية التي توجع بها اعداءها، باختصار هذا هو الفرق بين البحث عن الحريه والكرامه وبين اللاهث وراء العبوديه والهزيمه”.
بينما قال الناشط الكوميدي الفلسطيني (علي قراقع): ” انا الرقص معنذيش مشكلة معه، بس يا أخي ليش بتطحشوا كلمة المقاومة مع كل شي، ليش ليش طيب عشان الوضع ع الاقل او اعملوا دعوة وتس اب بينكم، طيب شو خليتوا للعرصات طيب، المهم يا جماعة سنرقص حتى الصباح”!.
وبتعليقٍ ساخر، ردّ (فايز أبو عيد) على دعوة مهرجان الرقص بدعوةٍ مماثلة جاء فيها: ” هزّ يا وزّ .. الراقصة والمقاومة .. دعوة عامة لجميع راقصات الوطن العربي لمقاومة الإحتلال الصهيوني”.
وأضاف: “عاجل: فيفي عبدو : أربع مستوطنين قتلوا جراء هزة خصر”.
“نجوى فؤاد: هززت خصري إلى ما بعد يافا وحيفا وحققت اصابات مباشرة” .
“دينا : أكدت الراقصة الاستعراضية دينا، أنها اتفقت مع رقاصات الوطن العربي على إحياء حفل ساهر بهدف قهر الاحتلال وارغامه على الانسحاب من فلسطين”.
وختم قائلاً: “عن جد ما عاد استحوا بنوب”.
وتواصلت سخرية النشطاء حِيال هذا المهرجان، فيقول الناشط (ابو غوش):” قوات الاحتلال تعلن انسحابها من فلسطين بسبب ليونة رقاصات السلطه.. مقدروش يستحملو”!.
من جهتها تساءلت بسُخرية (Hanan Hussein Abuali): “دي مقاومة ولا مش مقاومة !يا متعلمين يا بتوع المدارس”!.
غير أن كثيراً من اولئك النشطاء اعتبروا أن مثل هكذا دعوات تأتي في سياق “تمييع الشعب”، ولإجباره على تناسي أن هناك احتلالاً واستيطاناً وجرائمَ ترتكب ليلَ نهار بحق الفلسطينيين، على الرّغم من ان الدعوة حملت في نصّها “الرقص كمقاومة”.
وفي هذا السياق، ترى (عزيزة رضوان) أن هذه الدعوات لمثل هذه المهرجانات عبارة عن “دعايات مبتذلة”، قائلةً: “بدهم يروجوا للرقص فحطوا مقاومة … دراسة اجت ع روسهم الناس بتعرف شو يعني مقاومة”.
ويتفق مع الناشطة (رضوان)، الناشط (Foad Ahmad) الذي أكد بقول: “راح يظل الفلسطيني رافع راسه بمقاومته رغم كل محاولات تمييعها وتشويهها من قبل الاقزام والعملاء”.
رأيٌ آخر لـِ (Dr-Hashem Takroori) حيث كتب معلقاً:” أستغرب شيئا في ظل حكام رام الله، فالتنسيق الأمني مقاومة، والتطبيع مقاومة، والفساد مقاومة، ولذا لن يكون غريبا أن ترى الرقص كمقاومة”.
واعتبر (أمين الطيطي أبو اسحق) هذا المهرجان:” انه الرقص على اشلاء الشهداء وصرخات الثكالى وانات الجرحى وبكاء الاطفال والارامل كفى مهزله والى الله المشتكى بما يحصل”.
يُشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقام فيها هكذا مهرجانات في الضفة الغربية المحتلة.
ومهرجان رام الله للرقص المعاصر تنظمه سرية رام الله الأولى بشكل سنوي، وهو مهرجان فني متخصص في مجال الرقص المعاصر، وقد تم عقد الدورة الأولى للمهرجان في عام 2006.
ويقول القائمون على المهرجان إنه يهدف إلى “تعزيز لغة الحوار والتبادل الثقافي بين الشعب الفلسطيني وشعوب العالم، وتعريف الجمهور الفلسطيني على أشكال متنوعة من الرقص المعاصر، وتطوير قدرات العاملين في مجال الرقص في فلسطين”.